الثلاثاء، 23 أكتوبر 2007

دعوة التوحيد الوهابية .. أنور الجندي



كان ظهور الإمام محمد بن عبد الوهاب ( 1703 / 1792 ) في قلب الجزيرة العربية بالدعوة إلى التوحيد علامة على فجر اليقظة العربية الإسلامية ، وقد أعلن الشيخ مفهوم الفكر الإسلامي الواضح لعدة مسائل :

1- رفض الجبرية ، وتأكيد مسئولية الإنسان عن أعماله وتصرفاته .

2- إعلان وحدانية الربوبية ؛ فتوحيد المؤمن يعني قصر عبادته على كائن واحد .

3- أعلن أن التوسل والاستغاثة والشفاعة لا تكون بغير الله تعالى .

4- رفض إثارة قضايا الذات والصفات ، والجبر والاختيار كلية .

5- فتح باب الاجتهاد والتمس الحلول لمختلف قضايا المجتمع من القرآن والسنة .

6- كشف عن ضرورة استئناف العرب لدورهم في حمل لواء الدعوة للإسلام ، وقيادة حركة اليقظة ، وتصحيح المفاهيم .

* يروى الجبرتي في تاريخه : أن محمد علي لو لم يقدم الرشوة إلى قبائل العرب بالمال ، ويستعين بهم على الوهابين ، لما استطاع التنكيل بهم .


من تاريخ اليقظة الإسلامية لـلكاتب والمؤرخ الإسلامي / أنور الجندي رحمه الله

الأربعاء، 17 أكتوبر 2007

الانبعاث الإسلامي .. بيجوفتش



إذا كان النظام الإسلامي وحدة دينية ، ونظام اجتماعي - سياسي في آن ، فإن تطبيقه يأتي عن طريق التطور - الانبعاث - الإسلامي الذي لا يمكن أن يقوم إلا على أساس ديني ، ولا يمكن أن يكتب له النجاح دون الثورة الإسلامية ، ويتأتى ذلك الانبعاث من خلال ثلاثة عوامل :

1- النهضة الإسلامية ، والتي لن تأتي إلا من خلال التمسك بتعاليم القرآن .

2- وجود الاستعداد للتضحيه من أجل هذا الانبعاث

3- بسبب التخلف في المجتمعات الإسلامية ، لا بد من وضع برنامج تعليمي ، وتثقيفي مركز


من كتاب البيان الإسلامي لـرئيس البوسن والهرسك السابق / على عزت بيجوفتش رحمه الله


الثلاثاء، 9 أكتوبر 2007

مراتب الناس .. ابن حزم


الناس مراتب عشر :

الأولى : مرتبة عالم يعلم دينهم ، فإن كان من عمل بتعليمه أو علم شيئا مما كان هو السبب في علمه فذلك العالم والمتعلم شريك في الأجر إلى يوم القيامة على آباد الدهور.

الثانية : حكم عدل ؛ فإنه شريك لرعيته في كل عمل خير عملوه في ظل عدله وأمن سلطانه بالحق لا العدوان.

الثالثة : مجاهد في سبيل الله عز وجل ؛ فإنه شريك في الأجر لكل من يحميه في كل عمل خير يعمله.

الرابعة : مسلم فتح الله له بابا من أبواب البر مضافا إلى أداء فرائضه إما كثرة في صيام أو صدقة أوصلاة وما أشبه ذلك، وتلك مرتبة الحظوة والقربة.

الخامسة : مسلم يؤدي الفرائض ويجتنب الكبائر ويقتصر على ذلك.

السادسة : مسلم عمل خيرا كثيرا وشرا كثيرا، وأدى الفرائض وارتكب الكبائر، ثم رزقه الله توبة قبل موته.

السابعة : مسلم عمل حسنات وكبائر ومات مصرا إلا أن حسناته أكثر من سيئاته، وهذه المرتبة والتي قبلها هما مرتبتا السلامة مع الغزر فعاقبتهما محمودة إلا أن ابتدائهما مخوف هائل.

الثامنة : مسلم تساوت حسناته وكبائره ، وهى مرتبة خوف شديد وهول عظيم إلا أن العاقبة إلى السلامة.

التاسعة : مسلم خفت موازينه ورجحت كبائره على حسناته، وهي مرتبة محنة وبلية ومصيبة نعوذ بالله منها وإن كانت العاقبة إلى عفو وإقالة خير.

العاشرة : من مات كافرا فهو مخلد في نار جهنم ، وهي مرتبة السحق والبعد والهلكة الأبدية.
من رسالة " التلخيص في التخليص " للإمام الأندلسي أبو محمد على بن حزم رحمه الله

تمثال ابن حزم في قرطبة أمام باب اشبيلية

الاثنين، 8 أكتوبر 2007

كًلِمَةٌ فِي المَنْهَجِ .. أ.د/ محمد جمال صقر

لن نستطيع أن نفصل الكتابة من القراءة ، ولا القراءة من الكتابة ؛ فكما تخرج هذه من رحم تلك ، تظل من دواعيها ؛ ومن ثم بدا لي السعي إلى مهارة الكتابة ، رُقيًّا في مَقامات فِقْهِ الْقِراءَةِ والْكِتابَةِ جميعًا معًا ، من مقام اللّماذا ، إلى مقام الْماذا ، ثم مقام الْمتى ، ثم مقام الكَيْف .

إنه ينبغي أولا أن تستبين للطالب دواعٍ إلى القراءة والكتابة ، أصيلةٌ قويةٌ باقيةٌ ، من مثل الاستفادة المعنوية ( الثَّقافة ، والرّاحة ، والمُتعة ) ، والمادية ( القُوَّة ، والقُدْرة ، والفَضْل ) ، والإفادة المعنوية ( التَّثْقيف ، والإراحَة ، والإمْتاع ) ، والمادية ( التَّقْوِيَة ، والإقْدار ، والتَّفْضيل ) – تُعَلِّقُهُ دائما بهما ، وإلا زَهِدَ بعد حينٍ فيهما .

ثم ينبغي ثانيا أن تستبين له مَظانُّ القراءة والكتابة التي تتيح له تلك الاستفادات والإفادات المعنويات والماديات ، وإلا بدت له تلك الدواعي أوهامًا لا حقيقة لها .
ثم ينبغي ثالثا أن يستبين له نظامٌ يُقَدِّرُ به أَوْرادَ يومِهِ وغَدِهِ من القراءة والكتابة ؛ فلا يُقَدِّم آخرًا ، ولا يُؤَخِّرُ أوّلًا ، ولا يُكَبِّرُ صَغيرًا ، ولا يُصَغِّرُ كبيرًا ، منطلقا من أنه لما كانتِ الكتابةُ من ثمار القراءة ، وجب أن تَسبقَها هذه دون أن تُلْهِيَ عنها ؛ إذِ الكتابةُ من دَواعيها ، ولما كان الإنسان مسؤولًا عن نفسه ، قبل سؤاله عن غيره ، كانت استفادتُه وما يَستفيد منه ، مُقَدَّمَيْن على إفادته وما يُفيد به ، ولما كان المَعنويُّ جَذْرَ عمل الإنسان ، والماديُّ فَرْعَه ، كانت الاستفادةُ والإفادة وما يَستفيد منه وما يُفيد به ، المعنوياتُ – مقدَّماتٍ على الاستفادةِ والإفادة وما يَستفيد منه وما يُفيد به ، الماديّاتِ ، ولما كان تفكيرُ القارئ أصعبَ حُضورًا من تفكير الكاتب لانكشافه للخواطرِ ، وتفكيرُ الكاتب أَقَلَّ جَهْدًا من تفكير القارئ لسُهولة حُضوره ، وكان زَمانُ الإنسانِ المُسْلِمِ مُقَسَّمًا بالصَّلَوات المَفْروضة ، وأقسامُه مختلفةَ الحُظوظِ مِنْ نَشاطِهِ - وَجَبَ أن يكون ما بَعْدَ الفَجْر للقراءة ِ ، وما بَعْدَ الظُّهْرِ للكتابة ، وما بَعْدَ العَصْرِ للقراءة ، وما بَعْدَ المَغْربِ للكتابة ، وما بَعْدَ العِشاءِ للكتابة ثم للقراءة ، إلا أنْ تَشِذَّ حالٌ عن ذلك التقسيم الطبيعي ، ولما كان النومُ من سُبُل الاستيعاب ، وَجَبَ أنْ يَعْقُبَهما دونَ فاصل – وإلا قَلَّتْ لديه جَدوى عنائه .

ثم ينبغي له آخرا أن يأخذ القراءة والكتابة بشروطهما ، من مثل لزوم آدابهما { الهَيئة : القُعود والرّاحة ، والسُّكون : الهُدوء والصَّمت ، والإقبال : التَّأمُّل والتَّفكير } ، ورِعاية أُصولهما { المُكَوّنِات اللُّغويّة ( المقال ) ودَلالتِها ، والمُكَوِّنات غير اللُّغويّة ( المقام ) ودَلالتِها } ، وتَحَرّي أنواعهما { الإيجاز : الاخْتِصار والاقْتِصار ، والإطْناب : الاسْتيفاء والاسْتِقْصاء } ، واستعمال أَدَواتهما { البِناء : التَّقسيم والتَّرتيب ، والإيضاح : التَّعليق والتَّنبيه ، والإِلْحاح : التَّهْذيب والإِعادة } – وإلا استعصى عليه فِقْههما ؛ فاستحالت أبدًا المهارة بهما .

الأحد، 7 أكتوبر 2007

لماذا الثالثة


هذه هي ثالث مدونة أقوم بإطلاقها في فضاء النت بعد مدونتاى المنبر ، ثم البيارق

المنبر كانت أولاهما من حيث الإطلاق ، وتحددت مهامها في البداية في عرض محتويات مجلة المنبر التي كانت تصدر على جدران الكلية ( درا العلوم ) ، ثم أخذت أحشد فيها بعد ثلاثة من الأعداد كل ما أحضره من ندوات ، ولا يستفيد منه موقعي الذي أنشر فيه ( المصريون ) ، حتى وصلت إلى وضعها الأخير من نشر كل الأبحاث والمقالات التي تعنى بالكلية كطلبة ، أو كمجال دراسة .

أما البيارق فهي فضائي الأوسع الذي أنطلق منه بمشاعري وأفكاري جميعا ، وهي بذلك تعبر عن كل شعور أو فكرة نضجت بداخلي ، وحشدت لها الدعم والتأييد الكافيين لعرضها على العقول والأفهام .

أما هذه المدونة فهي مجرد رصد ، ولكن ليس للأحداث ، ولكن للقراءات ، فإن بين دفاتري مئات الأسطر الأثيرة عندي ، التي جمعتها من هنا وهناك ، وأحب أن أطلع غيري عليها ، وأستعين بها كمراجع في تدويناتي ، سواء أكانت أفكار ، أم تواريخ ، أم أبيات شعر .... إلخ .