الأحد، 28 ديسمبر 2008

مرور ثلاثة عقود من القرن الخامس عشر


بين يدى القرن المقبل أطلب من المسلمين أن يطرحوا الأسمال العقلية والاجتماعية التى أزرت بهم وحطت مكانتهم ، وأن ينصفوا الإسلام من أنفسهم حتى يستطيع هذا الدين الانطلاق فى الأرض ، وإسعاد البشرية ، وتحقيق الرحمة العامة للعالمين ..

أما استقبال القرن الخامس عشر بحكم فردى يخنق الحرية ويستبيح الحرمات .

أو استقباله بقوانين تملك المال ولا تملك العدالة والرحمة .

أو استقباله ببطالة عقلية تهمل العمل والفكر وتحقر نتائجها ، وتؤخر العباقرة وتقدم التافهين ..

أو استقباله بعوائل همها فى الحياة المتعة لا التربية ، والفوضى الاجتماعية لا الأخلاق الدقيقة والتقاليد الزكية .

أو استقباله بقصور علمى فى المادة وما وراء المادة .. أى فى شئون الدين والدنيا جميعا .

أو استقباله بذاكرة مفقودة .. لا تستفيد من التجربة ولا تنتفع من التاريخ .

أو استقباله بدعاة يتساءلون عن الصلاة مع دم البعوض فى قمصانهم .. ولا يتساءلون عن أمة أرخص دمها ، حتى أصبح سفكه لا يثير جزعا ولا فزعا ..

إن استقبالنا للقرن الخامس عشر على هذا النحو هو خزى الأبد .. فإما عشنا مسلمين حقا ..

وإما ممات لا قيامة بعده ** ممات لعمرى لم يقس بممات !


محمد الغزالى : خاتمة كتابه " هموم داعية "

الأربعاء، 24 ديسمبر 2008

أحلى قدر ..


أحبك
أعرف أن هواك طريق انتحار
وبينى وبينك ألف جدار ..
وجيش تتار ..
يحب الظلام ..
ويبغى اغتيال النهار ..
أحبك .. أعرف أن ليس لى فى هواك اختيار ..

أحبك ..
لا تسألينى لماذا
فهل يسألون الطيور لماذا تهاجر .. ؟
وهل يسألون المراكب كيف تسافر .. ؟
وهل ذات يوم سألت الزهور
لماذا العطور .. ؟
وهل ذات يوم سألت الشروق لماذا الغروب .. ؟
وهل يسألون المحاجر ..
لماذا شعاعك ساحر .. ؟
أحبك .. لا تسألينى لماذا أخاطر ..

أحبك ..
والحب مثل احتمال ..
ومثل انتحار الإجابة بعد السؤال ..
وحبى مثل الحقيقة تلبس شال خيال ..
ومثل احتضان الصليب الهلال ..
ومثل عناق تارب الجنوب تراب الشمال ..
أحبك .. والحب يسكن بيت المحال ..

أحبك ..
ليس لأنى وحيد ..
وليس لأن فؤادى قبلك كوم جليد ..
وليس لأنك ألهمتنى كل هذا القصيد ..
أحبك .. ليس لأنك عمر جديد ..

أحبك ..
مثل الغيوم تحب تموت ليهطل قطر المطر ..
ومثل المساء يحب يذوب بضوء القمر ..
ومثل النعاس يحب اقتحام عيون تطيل السهر ..
أحبك .. والحب أحلى قدر ..


عبد الرحمن يوسف : ديوان نزف الحروف

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008

زيجة واحدة لا تكفى


من خلال تأملاتى فى تجاربى وتجارب الآخرين أصبح عندى رؤية ومفهوم للزواج . فكنت دائما أخبر نفسى وغيرى أن السعادة لا تهبط هكذا من السماء ، وإنما هى مثل العمل الفنى ، لابد أن يكد المرء ويتعب فى صياغته وصنعه . والزواج ، مثل العمل الفنى أيضا ، ومثل أى شىء إنسانى مركب ، يحتوى على إمكانات سلبية وإيجابية ، ولا يمكن فصل الواحد عن الآخر . وكثيرا ما كنت أخبر طالباتى بأن الحب الحقيقى هو أن يقبل الواحدُ الآخرَ ويعرف أن محاسنه مرتبطه تمام الارتباط بمثالبه .

كما طورت مفهوم " إعادة الزواج من نفس الزوجة " ، إذ تتغير الظروف والأوضاع وتتغير الشخصية والتوقعات فيعاد النظر فى أسس العلاقة ويعاد تشكيلها بما يتفق مع الرؤية الجديدة . وأزعم أننى تزوجت من زوجتى ثلاث مرات ، المرة الأولى تقليدية ، والثانية بعد حصولى على الدكتوراه ، والثالثة بعد حصولها هى على الدكتوراه . ولعل مفهوم " إعادة الزواج من نفس الزوجة " قد يحل بعض المشكلات التى يقابلها الناس فى زيجاتهم ، إذ يتصور كل طرف فى العلاقة الزوجية أن الآخر نمط محدد لا يتغير ، ومن ثم فالتوقعات ، والأحزان والأفراح ، لا تتغير . وهو تصور غير إنسانى ، فثمة قدر من الثبات ، ولكن ثمة قدرا من التغيير أيضا ، ولا بد أن يأخذ الإنسان كل شىء فى الحسبان .

عبد الوهاب المسيرى : رحلتى الفكرية .. فى البذور والجذور والثمر

الاثنين، 22 ديسمبر 2008

تحريف النبى .. كتقليد غربى


إن أكبر ضحايا التحريفى فى التاريخ هو رسول الإسلام . وضعه مايكل هارت 1978 على رأس قائمة المائة شخصية الأكثر تأثيرا فى تاريخ البشرية ، ولأنه الشخصية الوحيدة التى حققت نجاحا هائلا دينيا ودنويا .

ولكن كما قال مونتجومرى وات لا توجد شخصية عظيمة أساء الغرب تقديرها مثل محمد . فمن يوحنا الدمشقى فى القرن الثامن عشر ، ومرورا بدانتى الجيرى - الذى تصور محمدا فى المستوى التاسع من الجحيم - وانتهاء بسلمان رشدى ، أصبح تشويه محمد تقليدا غربيا .

وكما قالت آنا ماريل شمل : ريثير محمد - أكثر من أى شخص فى التاريخ - الذعر ، والكراهية ، والازدراء فى العالم المسيحى .

وطبقا لها ، من أسباب ذلك أن العالم المسيحى لا يتخيل ديانة أخرى بعد المسيحية ، ولا يفهم فعالية تلك الديانة وسر نجاحها وتحول كثير من مناطق البحر المتوسط إليها من المسيحية .

كلنا نعلم تشويه صورة محمد ووصفه بالاحتيال والنصب تارة ، والنفاق تارة أخرى ، مجنون سلطة ، مجنون جنس ، مصاب بالصرع .. باختصار نبى زائف وعدو للمسيح ويستحق لقب ( Mahound ( Monster الذى أعاد سلمان رشدى إطلاقه عليه .

ولكننا نعرف من دراسات قام بها غير مسلمين - مثل نورمان دانيل وإيكارت روتر - أن تلك البروباجاندا المسيحية المستمرة ضد محمد لا تصمد أمام الحقيقة ، وقد أثبتت الوثائق منذ القرن الثالث عشر وحتى منتصف القرن الرابع عشر تلك الحقيقة المزرية ، فحتى أساس الإسلام ، الشهادة ، تم تحريفها إلى أشهد أن لا إله إلا محمد !

مراد هوفمان : الإسلام كبديل

السبت، 20 ديسمبر 2008

الربيع الأزرق


ما أجمل الأرض على حاشية الأزرقين البحرَ والسماء ؛ يكاد الجالس هنا يظن نفسه مرسوما فى صورة إلهية

***

فى جمال النفس يكون كل شىء جميلا ، إذ تلقى النفس عليه من ألوانها ، فتنقلب الدار الصغيرة قصرا لأنها فى سعة النفس لا فى مساحتها هى ، وتعرف لنور النهار عذوبة كعذوبة الماء على الظمأ ، ويظهر الليل كأنه معرض جواهر أقيم للحور العين فى السماوات ، ويبدو الفجر بألوانه وأنواره ونسماته كأنه جنة سابحة فى الهواء

فى جمال النفس ترى الجمال ضرورة من ضرورات الخليقة ؛ وى ! كأن الله أمر العالم ألا يعبس لقلب مبتسم

***

وا أسفاه ! هذه هى الحقيقة : إن دقة الفهم للحياة تفسدها على صاحبها كدقة الفهم للحب ، وإن العقل الصغير فى فهمه للحب والحياة ، هو العقل الكامل فى التذاذه بهما . وا أسفاه ! إنها الحقيقة !

***

من لم يرزق الفكر العاشقَ لم ير أشياء الطبيعة إلا فى أسمائها وشياتها ، دون حقائقها ومعانيها ، كالرجل إذا لم يعشق رأى النساء كلهن سواء ، فإذا عشق رأى فيهن غير من عرف ، وأصبحن عنده أدلة على صفات الجمال التى فى قلبه


الرافعى : من وحى القلم ( وهى مقطوعات من مقالته التى كتبها فى المصيف : فى الربيع الأزرق خواطر مرسلة )

التاريخ والإنسان


والانشغال بالتاريخ يعنى ألا ينظر الإنسان إلى واقعه بشكل مباشر ، وألا يستجيب له بجهازه العصبى أو بصفحة عقله البيضاء ، وألا يرى اللحظة الراهنة بحُسبانها البداية والنهاية ، إنما بحُسبانها نقطة يلتقى فيها الماضى بالمستقبل ، وألا يتصور أنه عالم بسيط يمكن اختزاله فى قانون أو قانونين ، وإنما يراه من خلال عدسات وبؤر وذكريات وتقاليد ورموز .

أى أن الإنسان يواجه العالم من خلال إنسانيته وخريطته الإدراكية المركبة ، لا من خلال ماديته ، وأنه كفرد ليس هو البداية والنهاية ، وإنما هو امتداد للماضى فى الحاضر ، ومن ثم فى المستقبل .

عبد الوهاب المسيرى : رحلتى الفكرية ( الجزء الأول )

الأربعاء، 17 ديسمبر 2008

فات الأوان

أنت يا من جئت من قبر سنينى
لا تقولى حان وقت الحب حان
حان وقت الشعر فانهض بحنان
هذه عيناى فارسمها أغانْ
هذه خِصلات شعرى تتهادى
جنان ... وجنى الجنتين دان
فاقطف الخد ورودا وعقودا
وقوافى سحرُها لاح وبان
وانس أشجانك من شهد رُضابى
فلمن ذاق رُضابى جنتان
وادفن الأسرار فى صدرى ليلا
إن صدرى فى الدجى تلّ افتنان

***
أنت لا تريدين شيئا صدقينى
أنا ما عدت كما كنتُ زمان
أنا ما عدت أليفا شاعريا
أنسج الأشعار شالا من حنان
كل شىء ضاع منى .. كلماتى
ولحونى .. وأمانىَّ الحسان
أين أوراقى وأقلامى تراها !
أين راعى الشعر يرخى لى العنان
أقفر القلب فهيهات أغنى
ودموعى فوق خدى كالجمان
هربت كل المعانى والقوافى
وبنانى لم يعد ذاك البنان

***

أى شعر تبتغين الآن منى !
قد قتلت الشعر بالغدر وهان
لم تعد عيناك بعد الغدر نبعا
يلهم الأشعار من سحر البيان
لم أعد أعشق فى خديك بيتى
مثلما العصفور يهوى الأقحوان
صدقيتى .. كل حب ليس ينسى
سوف ينسى إن أتى يوما وخان
إنه الإخلاص إكسير عجيب
يحفظ الأحباب من غدر الزمان
يجعل الدنيا كلحن شاعرى
مشرقىّ سال من ثغر كمان
صدقينى .. أنت قد أسكت شعرى
فارحلى عنى .. فقد فات الأوان
* *
شعر : عبد الرحمن يوسف من ديوان نزف الحروف

الاثنين، 15 ديسمبر 2008

حب فى زمن الخلفاء .. خلفاء فى زمن الحب


والمقصود أن الشفاعة للعشاق فيما يجوز من الوصال والتلاق سنة ماضية وسعي مشكور، وقد جاء عن غير واحد من الخلفاء الراشدين ومن بعدهم أنهم شفعوا هذه الشفاعة ؛ فقال الخرائطي حدثنا علي بن الأعرابي حدثنا أبو غسان النهدي قال مر أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خلافته بطريق من طرق المدينة فإذا جارية تطحن برحاها وهي تقول :

وهويته من قبل قطع تمائمي * متمايسا مثل القضيب الناعم
وكأن نور البدر سنة وجهه * ينمي ويصعد في ذؤابة هاشم

فدق عليها الباب فخرجت إليه ، فقال : ويلك أحرة أنت أم مملوكة ؟ فقالت بل مملوكة يا خليفة رسول الله ، قال فمن هويت ؟ ، فبكت ثم قالت : بحق الله إلا انصرفت عني ، قال : لا أريم أو تعلميني ، فقالت :
وأنا التي لعب الغرام بقلبها * فبكت لحب محمد بن القاسم

فصار إلى المسجد وبعث إلى مولاها فاشتراها منه وبعث بها إلى محمد بن القاسم بن جعفر بن أبي طالب وقال هؤلاء فتن الرجال وكم قد مات بهن من كريم وعطب عليهن من سليم .

ويذكر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه جاءته جارية تستعدي على رجل من الأنصار فقال لها عثمان ما قصتك فقالت : يا أمير المؤمنين كلفت بابن أخيه فما أنفك أراعيه ، فقال له عثمان إما أن تهبها لابن أخيك أو أعطيك ثمنها من مالي ، فقال : أشهدك يا أمير المؤمنين أنها له .

وأتي علي بن أبي طالب بغلام من العرب وُجد في دار قوم بالليل فقال له ما قصتك ، فقال : لست بسارق ، ولكني أصدقك

تعلقت في دار الرباحي خودة * يذل لها من حسنها الشمس والبدر
لها في بنات الروم حسن ومنصب * إذا افتخرت بالحسن صدقها الفخر
فلما طرقت الدار من حر مهجة * أتيت وفيها من توقدها جمر
تبادر أهل الدار لي ثم صيحوا * هو اللص محتوما له القتل والأسر

فلما سمع علي شعره رق له وقال للمهلب بن رباح اسمح له بها ونعوضك منها فقال يا أمير المؤمنين سله من هو لنعرف نسبه فقال النهاس بن عيينة العجلي فقال خذها فهي لك .

ابن القيم الجوزية : روضة المحبين ونزهة المشتاقين

الأحد، 14 ديسمبر 2008

الملك والعدل .. لغة عالمية من قديم



ومن كلام الموذبان بهرام بن بهرام فى حكاية البوم التى نقلها المسعودى : أيها الملك إن الملك لا يتم عزه إلا بالشريعة والقيام لله بطاعته والتصرف تحت أمره ونهيه ولا قوام للشريعة إلا بالملك ولا عز للملك إلا بالرجال ولا قوام للرجال إلا بالمال ولا سبيل للمال إلا بالعمارة ولا سبيل للعمارة إلا بالعدل والعدل الميزان المنصوب بين الخليقة نصبه الرب وجعل له قيِّما وهو الملك "

ومن كلام أنوشروان فى هذا المعنى بعينه : الملك بالجند والجند بالمال والمال بالخراج والخراج بالعمارة والعمارة بالعدل والعدل بإصلاح العمال وإصلاح العمال باستقامة الوزراء ورأس الكل بافتقاد الملك حال رعيته بنفسه واقتداره على تأديبها حتى يملكها ولا تملكه .

عبد الرحمن بن خلدون : مقدمة ابن خلدون

الجمعة، 12 ديسمبر 2008

العيد .. يوم حب وجمال بعيون أطفال


جاء يوم العيد ؛ يوم الخروج من الزمن إلى زمن وحده لا يستمر أكثر من يوم .
زمن قصير ظريف ضاحك ، تفرضه الأديان على الناس ، ليكون لهم بين الحين والحين يوم طبيعى فى هذه الحياة التى انتقلت عن طبيعتها .
يوم السلام ، والبشر ، والضحك ، والوفاء ، والإخاء ، وقول الإنسان للإنسان : وأنتم بخير .
يوم الثياب الجديدة على الكل إشعارا لهم بأن الوجه الإنسانى جديد فى هذا اليوم .
يوم الزينة التى لا يراد منها إلا إظهار أثرها على النفس ، ليكون الناس جميعا فى يوم حب .


يوم العيد ؛ يوم تقديم الحلوى إلى كل فم لتحلو الكلمات فيه ...
يوم تعم الناس فيه ألفاظ الدعاء والتهنئة مرتفعة بقوة إلهية فوق منازعات الحياة .
ذلك اليوم الذى ينظر الإنسان إلى نفسه نظرة تلمح السعادة ، وإلى أهله نظرة تبصر الإعزاز ، وإلى داره نظرة تدرك الجمال ، وإلى الناس نظرة ترى الصداقة .
ومن كل هذه النظرات تستوى له النظرة الجميلة إلى الحياة والعالم ؛ فتبتهج نفسه بالعالم والحياة .وما أسماها من نظرة تكشف للإنسان أن الكل جماله فى الكل !
***

وخرجت أجتلى العيد فى مظهره الحقيقى على هؤلاء الأطفال السعداء .
على هذه الوجوه النضرة التى كبرت فيها ابتسامات الرضاع فصارت ضحكات .
وهذه العيون الحالمة التى بكت بكت بدموع لا ثقل لها .
وهذه الأفواه الصغيرة التى تنطق بأصوات لا تزال فيها نبرات الحنان من تقليد لغة الأم .
وهذه الأجسام الغضة القريبة العهد بالضمات واللثمات فلا يزال حولها جو القلب .

على هؤلاء الأطفال السعداء الذين لا يعرفون قياسا للزمن إلا بالسرور .
وكل منهم ملك فى مملكة ؛ وظَرفهم هو أمرهم الملوكى .
هؤلاء المجتمعين فى ثيابهم الجديدة المصبغة اجتماع قوس قزح فى ألوانه .
ثياب عملت فيها المصانع والقلوب ، فلا يتم جمالها إلا بأن يراها الأب والأم على أطفالها .
ثياب جديدة يلبسونها فيكونون هم أنفسهم ثوبا جديدا على الدنيا .

فيا أسفا علينا نحن الكبار ! ما أبعدنا عن سر الخلق بآثام العمر !
وما أبعدنا عن سر العالم ، بهذه الشهوات الكافرة التى لا تؤمن إلا بالمادة !
يا أسفا علينا نحن الكبار ! ما أبعدنا عن حقيقة الفرح !
تكاد آثامنا والله تجعل لنا فى كل فرحة خجْلة ...

أيتها الرياض المنورة بأزهارها ، أيتها الطيور المغردة بألحانها ، أيتها الأشجار المصفقة بأغصانها ، أيتها النجوم المتلأ لئة بالنور الدائم ، أنت شتى ولكنك جميعا فى هؤلاء الأطفال يوم العيد .

مصطفى صادق الرافعى : من وحى القلم ( الجزء الأول )