الأحد، 22 نوفمبر 2009

يا زمان الوصل بالأندلس


جادك الغيث إذا الغيث همى .. يا زمان الوصل بالأندلس

لم يكن وصلك إلا حُلُما .. في الكرى ، أو خُلسة المختلس

إذ يقود الدهر أشتات المنى .. تنقل الخطو على ما يرسمُ

زمراً بين فُرادى وثُنى .. مثلما يدعو الوفود الموسُـم

والحيا قد جلّل الروض سنا .. فثغور الزهر عنه تبسمُ

وروى النعمان عن ماء السما .. كيف يروي مالك عن أَنس

فكساه الحسنُ ثوباً مُعْلَما ..يزدهي منه بأبهى ملبسِ


في ليالٍ كتمت سرّ الهوى .. بالدجى لولا شموسُ القمرِ

مال نجم الكأس فيها وهوى .. مستقيم السير سعد الأَثرِ

وطرٌ ما فيه من عيب سوى .. أنه مرّ كلمْحِ البصرِ

حين لذّ الأنسُ شيئاً أو كما .. هجم الصبحُ هجوم الحرسِ

غارت الشهبُ بنا أو رُبّما .. أثرت فينا عيون النرجس


يا أُهيْلَ الحيّ من وادي الغضى .. وبقلبي سكنٌ أنتم بِه

ضاق عن وجدي بكم رحْبُ الفضا .. لا أبالي شرْقه من غرْبِه

فأعيدوا عهد أُنسٍ قد مضى .. تُعتقوا عانيكم من كرْبِه

واتقوا الله وأحيوا مُغرما .. يتلاشى نفساً في نَفسِ

حبس القلب عليكم كرَما .. أفترضوْنَ عفاءَ الحُبسِ


وبقلبي منكمو مُقتربُ .. بأحاديث المنى هو بعيدْ

قمر اطلع منه المغربُ .. شِقوة المُغْرى به وهو سعيدْ

قد تساوى محسن أو مذنبٌ .. في هواه بين وعدٍ ووعيدْ

ساحرُ المقلة معسولُ اللّمى .. جال في النفس مجالَ النَّفَسِ

سدّد السهم وسمّى ورمى .. ففؤادي نُهبة المفترسِ


لسان الدين الخطيب