فالسخط هو دليل الحيوية الكامنة ، والرضى بهذه الحال المائلة نوع من اليأس والتشاؤم يقتل الأمم ، أو يؤدى بها إلى الاضمحلال ، [ وللسخط مدارس وعددها بعدد المسخوط عليهم ] :
1- مدرسة للسخط على رجال السياسة الذين يتهاترون ، ثم يتحدون أمام " دار الحماية التى هى دار السفارة " الإنجليزية .
2- مدرسة للسخط على الكتاب والصحفيين الذين لعب الساسة بضمارهم وذممهم .
3- مدرسة للسخط على الوزراء الملهوفين على مقعد الوزارة لمجرد الجلوس لا خدمة الشعب .
4- مدرسة للسخط على الباشوات وغيرهم ، ممن يعملون أعضاء بمجالس الشركات ليكونوا ستارا لها فى استغلال الشعب واستغفاله ، " وَمَا يَأكلُون فِى بُطونِهم إلا النَّارَ " !
5 - مدرسة للسخط على الأرستقراطيين ذوى الأصول المشكوك فيها ، ممن يشمئزون من الفلاحين وأبناء الشعب .
6- مدرسة للسخط على غير الأرستقراطيين من أبناء الشعب الذين يسخطون على " مجانية التعليم " وغيرها من الخدمات الشعبية .
7- مدرسة للسخط على الإذاعة التى تنقل ما فى المواخير والصالات إلى كل بيت ، وعلى نفقة الشعب .
8- مدرسة للسخط على الصحافة الداعرة التى تسمى نفسها " صحافة ناجحة " وفى الوقت ذاته تخدم الاستعمار وتثبط الجهاد ضده .
9- مدرسة للسخط على الشعب ذاته ، لأنه يسمح بكل هذه " المساخر " ، ويتقبل كل تلك الأوضاع دون أن ينتفض .
سيد قطب : فى مقال بعنوان " مدارس للسخط - مجلة الرسالة - 30 سبتمبر 1964