السبت، 19 يوليو 2008

خيبة الحرب العالمية الثانية .. ورجعة العلمانية المصرية


صبغ المشهد الثقافى المصرى إبان الحرب العلمانية الأولى بصبغة عالمية ، قامت على أكتاف أدباء ومثقفو تلك الفترة من هيكل والمازنى والعقاد وسلامة موسى والزيات وأحمد أمين وطه حسين الذين تشدقوا للغرب روحا وعقلا ن ثقافة وحضارة ، أدبا وعلما ، ولكنها ما لبثت أن انقشعت سحب الحرب عن نتائجها المخيبة لآمال الأمة وقتئذ ، حتى شعر الناس بالضياع ، عاميهم ونخبهم ، وعند ذلك فقط لجئوا إلى الدين مرة أخرى ، وتخلوا نسبيا عن أقنعة العلمانية ، حتى بلور ذلك محمد حسين هيكل فى مفتتح كتابه " فى منزل الوحى " :


" حاولت أن أنقل لأبناء لغتى ثقافة الغرب المعنوية ، وحياته الروحية ، لنتخذها جميعا هدى ونبراسا . لكننى أدركت بعد لأى أننى أضع البذر فى غير منبته ، فإذا الأرض تهضمه ثم لا تتمخض عنه ، ولا تبعث الحياة فيه . وانقلبت ألتمس فى تاريخنا البعيد فى عهد الفراعين موئلا لوحى هذا العصر ينشىء فيه نشأة جديدة ، ، فإذا الزمن ، وإذا الركود العقلى قد قطع ما بيننا وبين ذلك العهد من سبب قد يصلح بذرا لنهضة جديدة ، وروأت فرأيت أن تاريخنا الإسلامى هو وحده البذر الذى ينبت ويثمر ، ففيه حياة تحرك النفوس ، وتجعلها تهتز وتربو "


... مما جعل المستشرقين يصفون تلك الحقبة بـ " مرحلة الرجعية " فى تطور مصر الثقافى خلال الحقبة الليبرالية الوطنية ( 1919 - 1952 ) مقابل " المرحلة التقدمية " - كما سموها - التى بلغت ذروتها عقب الحرب العالمية الأولى .


د.على شلش ( بتصرف ) : التمرد على الأدب - دار الشروق

ليست هناك تعليقات: