فالحياة فى أمريكا مثلا إنما تقودها الصفوة التى فيها ، وليسوا الذين نراهم يصفقون فى المسابقات التليفزيونية ، ولا الذين يتسكعون وتدمرهم المخدرات.
بل هم نخبة من أساتذة الجامعات وأعضاء مراكز البحوث ، ومدراء الشركات الكبيرة ومدراء البنوك ، ووكلاء المخابرات الداخلية والخارجية ، والأعضاء الحاليين والسابقين فى الكونجرس ، وكبار القضاة والمحامين ، وعناصر المافيا ، ورؤساء النقابات ، ورجال البيت الأبيض ، وعشرة فى السيتى بنك ، وتسعة فى مقر أرامكو ، وثمانية فى دهاليز بنك النقد الدولى ، وسبعة من رؤساء تحرير الصحف ، وستة من رؤساء الجمعيات اليهودية والماسونية ، وبقية المائتى مليون يعيشون على هامش الحياة ، همهم البطون والجنس ، وتجدهم بين رفوف السوبر ماركت وأمام التليفزيون ، أو فى زاوية من مطاعم ماكدونالز.
إن خمسين ألفا فقط هم الذين يوجهون مسيرة أمريكا الحضارية ، سياسيا واقتصاديا وعلميا وعسكريا ونفسيا ، والبقية تتبع .
إن خمسين ألفا فقط هم الذين يوجهون مسيرة أمريكا الحضارية ، سياسيا واقتصاديا وعلميا وعسكريا ونفسيا ، والبقية تتبع .
محمد أحمد الراشد : صناعة الحياة