الجمعة، 25 ديسمبر 2009

البحث العلمى .. غربيا


ويعلم الذين يعرفون كيف يصنع القرار فى أمريكا وأوربا وإسرائيل أن الجامعات هناك لا تبحث عن العلم من أجل العلم، ولا تبحث عن المعرفة من أجل الارتقاء بإنسانية الإنسان وشبكة علاقاته بالمنشأ والحياة والمصير، وإنما هم يبحثون عن المعرفة والعلم باعتبراهما عنصرا من عناصر القوة الازمة للنجح فى عملية الصراع الدولى على ثروات الأرض - كما تقرر فلسفة الدارونية الاجتماعية social Darwinism وكما كتب أخيرا - ألفن توفللر فى كتابه - تحول القوة Power shift - ولذلك يتكامل عندهم عمل الجامعات ومراكز البحوث مع عمل المؤسسات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، ومن قاعات هذه المعاهد العلمية تبدأ عملية -صنع القرار- حيث يتم جمع المعلومات من قبل الأساتذة والباحثين وتحليلها ومناقشتها من قبل مندوبين عن المؤسسات العلمية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والتربوية ثم يقوم هؤلاء المندوبون بنقل المحصلة إلى - جماعات تخطيط السياسة Policy Planning Groups ، ومنهم إلى مراكز صنع القرار Decision Making ، ومنها إلى جماعات صنع الرأى Opinion Making حيث يتم إضافة الذرائع والتبريرات والشعارات والمصطلحات التى يراد إعلانها لتهيئة الرأى العام لدعم تنفيذ القرارات والالتفاف حولها فى الداخل، وتبريرها وحشد الأنصار لها فى الخارج، ثم ينتقل القرار إلى دوائر صنع القانون Law Making لإعطائها السند القانونى، وتتم هذه الخطوة من قبل رئاسة الدولة والبرلمان والكونغرس، وأخيرا إلى مؤسسات التنفيذ المباشر - التى تتكون فى الغالب من ثلاث مؤسسات : المؤسسة السياسية، والمؤسسة العسكرية، والمؤسسة التبشيرية - الخيرية ، حيث تقوم الأولى بوضع السياسات المرحلية وتنفيذها، وتقوم الثانية بممارسة القوة لتفعيلها، وتقوم الثالثة بتلطيف آثار العدوان والجراحات العملية لتغطية الآثر السلبية التى تحدثها المؤسسة السياسية والمؤسسة العسكرية. أى أن القرار يبدأ - أفكارا ومناقشات - وينتهى أعمالا وممارسات تنفذ على المسرحين الداخلى والخارجى وبذلك يصبح العلم فى عداد العلم الذى ينفع، وتتحول الأقوال إلى أعمال .

ماجد عرسان الكيلانى: هكذا ظهر جيل صلاح الدين .. هكذا عادت القدس

هناك تعليق واحد:

وةظزو"؟ يقول...

لهذا السبب يجب ان يتعلم شبابنا البحث العلمى ويمارسوه حتى لو سافروا الى هناك مؤقتا