الخميس، 13 ديسمبر 2007

حد العقل البشري .. رحمة بنا

الإنسان ذلك التائه بين الآلية والحيوانية ، لا هو تلك ، ولا هو هذه ، إنه مهيء لاكتشاف العلوم الطبيعية الهندسية ، ما لبثت أن استاجبت له وسلمت أمام غزو عقله لها ، ولكن عقله هذا ، وطبيعته ، لا تناسبان لاكتشاف ذاته ، فالله تكفل بذلك .

ثم إن هذا من رحمته - عز وجل - أنه لم يترك أمر نفسه ، ومنهج الإنسان في الحياة ، لشهواته ، وهواه ، وضعفه ، وجهله .. ولكن أكمل نعمه ورعايته ، فتولى هذا الجانب ، الذي يعلم - سبحانه - أن الإنسان لا يقدر عليه قدرته على المادة ، ولا يعلم بمقتضياته علمه بقوانين المادة .
الإسلام ومشكلات الحضارة .. سيد قطب

السبت، 17 نوفمبر 2007

الانتظــار الخالـــد



أنا بانتظارك ما أبالــــــــي رضى الهوى حكم الجمــــال

غيبـي إذا أو فاحضـــــري أنا قانــع فــــي كل حــــــــال

لسـت الملومــــــة إننـــــي أنا رشــــت أجنحـــــة الدلال

ما للجمـــــــال إذا بـــــــدا إلا التخشــــع في ابتهــــــــال

أنا بانتظـارك في الشـــرو ق وفي الغروب وفي الــزوال

أنا بانتظــارك حيـــن أصـ ــحو طلعـــة مثــــل اللآلــــي

أنا بانتظـارك حين أغــــــ ـــفو طائفــــــا مثل الخيـــــال

وإذا قربــــــت تطلــــعــت نفســــي إلى القرب الموالـــي

وإلى التمــــازج بيننـــــــا حتى نحــــور إلى كمـــــــــال

هو ذاك ســر تنظـــــــــري أبدا إليــــك ، فما احتيالــــــــي

من ديوان الشاطيء المجهول لسيد قطب

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2007

خطر الوحدة الإسلامية






من النصوص الاستعمارية التي نشرت مؤخرا ما ورد في تقرير وزير المستعمرات البريطانية ( أورمس غو ) لرئيس حكومته في 9/1/1938 يقول فيه :

" إن الحرب علمتنا أن الوحدة الإسلامية هي الخطر الأعظم الذي ينبغي على الإمبراطورية أن تحذره وتحاربه ، وليست إنجلترا وحدها هي التي تلتزم بذلك ، بل فرنسا أيضا .

إن من دواعي فرحنا أن الخلافة الإسلامية زالت .. لقد ذهبت ، ونتمنى أن يكون ذلك بغير رجعة .

ن سياستنا تهدف دائما وأبدا ، إلى منع الوحدة الإسلامية ، أو التضامن الإسلامي ، ويجب أن تبقى هذه السياسة كذلك .

إننا في السودان ونيجيريا ، ومصر ودول إسلامية أخرى ، شجعنا - وكنا على صواب - نمو القوميات المحلية ، فهي أقل خطرا من الإسلامية ، أو التضامن الإسلامي .

إن سياستنا الموالية للعرب في الحرب العالمية الأولى ، لم تكن نتيجة متطلبات " تكتيكية " ضد القوات التركية ، بل كانت مخططة لغرض أهم ، وهو إبعاد سيطرة الخلافة على المدينتين المقدستين مكة والمدينة ، فإن العثمانيون كانوا يمدون سلطانهم إليها لمعان مهمة .

ومن أسباب سعادتنا أن كمال أتاتورك لم يضع تركيا في مسار قومي علماني فقط بل أدخل إصطلاحات بعيدة الأثر ، من شأنها نقض المعالم الإسلامية لتركيا .. "

من كتاب هموم داعية للإمام محمد الغزالي - رحمه الله -

الاثنين، 5 نوفمبر 2007

أُحِبُّك


أحبك كالآمال إذ أنت مثلها
تذكين في نفسي أعز مواهبي
وماهي إلا نظرة شاعرية
تعبر عما شئته من رغائب
فتسري إلى نفسي مضاء وجرأة
ووثبة حساس وعزمة راغب
وروحا زكى النفح يسري كأنه
نشيد ملاك هائم متقارب
يعيد إلى المكدود راحة نفسه
ويبعثه خلقا جديد المطالب
أحبك من قلبي الذي أنت ملؤه
ومن كل إحساس بنفسي ذائب
فؤادي الذي فتحت فيه مشاعرا
من الحب والإحساس شتى المذاهب
سموت به حتى تكشف دونه
عوالم أخرى تائهات الجوانب
عوالم لا تبدو لقلب منقب
بلا ذلك القلب الرفيق المصاحب
بها كل لذات الحياة ، ودونها
لذائذ أخرى كاذبات العواقب
أحبك إذ ترجعين مني رعاية
وتهوين ساعات الحياة بجانبي
هنالك نسمو بالحياة فنرتقي
إلى كنف بين السماوات ضارب
هنالك نحيا والأماني حولنا
تغرد ألحان المنى والرغائب
قصيدة من ديوان الشاطيء المجهول للشهيد سيد قطب

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2007

دعوة التوحيد الوهابية .. أنور الجندي



كان ظهور الإمام محمد بن عبد الوهاب ( 1703 / 1792 ) في قلب الجزيرة العربية بالدعوة إلى التوحيد علامة على فجر اليقظة العربية الإسلامية ، وقد أعلن الشيخ مفهوم الفكر الإسلامي الواضح لعدة مسائل :

1- رفض الجبرية ، وتأكيد مسئولية الإنسان عن أعماله وتصرفاته .

2- إعلان وحدانية الربوبية ؛ فتوحيد المؤمن يعني قصر عبادته على كائن واحد .

3- أعلن أن التوسل والاستغاثة والشفاعة لا تكون بغير الله تعالى .

4- رفض إثارة قضايا الذات والصفات ، والجبر والاختيار كلية .

5- فتح باب الاجتهاد والتمس الحلول لمختلف قضايا المجتمع من القرآن والسنة .

6- كشف عن ضرورة استئناف العرب لدورهم في حمل لواء الدعوة للإسلام ، وقيادة حركة اليقظة ، وتصحيح المفاهيم .

* يروى الجبرتي في تاريخه : أن محمد علي لو لم يقدم الرشوة إلى قبائل العرب بالمال ، ويستعين بهم على الوهابين ، لما استطاع التنكيل بهم .


من تاريخ اليقظة الإسلامية لـلكاتب والمؤرخ الإسلامي / أنور الجندي رحمه الله

الأربعاء، 17 أكتوبر 2007

الانبعاث الإسلامي .. بيجوفتش



إذا كان النظام الإسلامي وحدة دينية ، ونظام اجتماعي - سياسي في آن ، فإن تطبيقه يأتي عن طريق التطور - الانبعاث - الإسلامي الذي لا يمكن أن يقوم إلا على أساس ديني ، ولا يمكن أن يكتب له النجاح دون الثورة الإسلامية ، ويتأتى ذلك الانبعاث من خلال ثلاثة عوامل :

1- النهضة الإسلامية ، والتي لن تأتي إلا من خلال التمسك بتعاليم القرآن .

2- وجود الاستعداد للتضحيه من أجل هذا الانبعاث

3- بسبب التخلف في المجتمعات الإسلامية ، لا بد من وضع برنامج تعليمي ، وتثقيفي مركز


من كتاب البيان الإسلامي لـرئيس البوسن والهرسك السابق / على عزت بيجوفتش رحمه الله


الثلاثاء، 9 أكتوبر 2007

مراتب الناس .. ابن حزم


الناس مراتب عشر :

الأولى : مرتبة عالم يعلم دينهم ، فإن كان من عمل بتعليمه أو علم شيئا مما كان هو السبب في علمه فذلك العالم والمتعلم شريك في الأجر إلى يوم القيامة على آباد الدهور.

الثانية : حكم عدل ؛ فإنه شريك لرعيته في كل عمل خير عملوه في ظل عدله وأمن سلطانه بالحق لا العدوان.

الثالثة : مجاهد في سبيل الله عز وجل ؛ فإنه شريك في الأجر لكل من يحميه في كل عمل خير يعمله.

الرابعة : مسلم فتح الله له بابا من أبواب البر مضافا إلى أداء فرائضه إما كثرة في صيام أو صدقة أوصلاة وما أشبه ذلك، وتلك مرتبة الحظوة والقربة.

الخامسة : مسلم يؤدي الفرائض ويجتنب الكبائر ويقتصر على ذلك.

السادسة : مسلم عمل خيرا كثيرا وشرا كثيرا، وأدى الفرائض وارتكب الكبائر، ثم رزقه الله توبة قبل موته.

السابعة : مسلم عمل حسنات وكبائر ومات مصرا إلا أن حسناته أكثر من سيئاته، وهذه المرتبة والتي قبلها هما مرتبتا السلامة مع الغزر فعاقبتهما محمودة إلا أن ابتدائهما مخوف هائل.

الثامنة : مسلم تساوت حسناته وكبائره ، وهى مرتبة خوف شديد وهول عظيم إلا أن العاقبة إلى السلامة.

التاسعة : مسلم خفت موازينه ورجحت كبائره على حسناته، وهي مرتبة محنة وبلية ومصيبة نعوذ بالله منها وإن كانت العاقبة إلى عفو وإقالة خير.

العاشرة : من مات كافرا فهو مخلد في نار جهنم ، وهي مرتبة السحق والبعد والهلكة الأبدية.
من رسالة " التلخيص في التخليص " للإمام الأندلسي أبو محمد على بن حزم رحمه الله

تمثال ابن حزم في قرطبة أمام باب اشبيلية

الاثنين، 8 أكتوبر 2007

كًلِمَةٌ فِي المَنْهَجِ .. أ.د/ محمد جمال صقر

لن نستطيع أن نفصل الكتابة من القراءة ، ولا القراءة من الكتابة ؛ فكما تخرج هذه من رحم تلك ، تظل من دواعيها ؛ ومن ثم بدا لي السعي إلى مهارة الكتابة ، رُقيًّا في مَقامات فِقْهِ الْقِراءَةِ والْكِتابَةِ جميعًا معًا ، من مقام اللّماذا ، إلى مقام الْماذا ، ثم مقام الْمتى ، ثم مقام الكَيْف .

إنه ينبغي أولا أن تستبين للطالب دواعٍ إلى القراءة والكتابة ، أصيلةٌ قويةٌ باقيةٌ ، من مثل الاستفادة المعنوية ( الثَّقافة ، والرّاحة ، والمُتعة ) ، والمادية ( القُوَّة ، والقُدْرة ، والفَضْل ) ، والإفادة المعنوية ( التَّثْقيف ، والإراحَة ، والإمْتاع ) ، والمادية ( التَّقْوِيَة ، والإقْدار ، والتَّفْضيل ) – تُعَلِّقُهُ دائما بهما ، وإلا زَهِدَ بعد حينٍ فيهما .

ثم ينبغي ثانيا أن تستبين له مَظانُّ القراءة والكتابة التي تتيح له تلك الاستفادات والإفادات المعنويات والماديات ، وإلا بدت له تلك الدواعي أوهامًا لا حقيقة لها .
ثم ينبغي ثالثا أن يستبين له نظامٌ يُقَدِّرُ به أَوْرادَ يومِهِ وغَدِهِ من القراءة والكتابة ؛ فلا يُقَدِّم آخرًا ، ولا يُؤَخِّرُ أوّلًا ، ولا يُكَبِّرُ صَغيرًا ، ولا يُصَغِّرُ كبيرًا ، منطلقا من أنه لما كانتِ الكتابةُ من ثمار القراءة ، وجب أن تَسبقَها هذه دون أن تُلْهِيَ عنها ؛ إذِ الكتابةُ من دَواعيها ، ولما كان الإنسان مسؤولًا عن نفسه ، قبل سؤاله عن غيره ، كانت استفادتُه وما يَستفيد منه ، مُقَدَّمَيْن على إفادته وما يُفيد به ، ولما كان المَعنويُّ جَذْرَ عمل الإنسان ، والماديُّ فَرْعَه ، كانت الاستفادةُ والإفادة وما يَستفيد منه وما يُفيد به ، المعنوياتُ – مقدَّماتٍ على الاستفادةِ والإفادة وما يَستفيد منه وما يُفيد به ، الماديّاتِ ، ولما كان تفكيرُ القارئ أصعبَ حُضورًا من تفكير الكاتب لانكشافه للخواطرِ ، وتفكيرُ الكاتب أَقَلَّ جَهْدًا من تفكير القارئ لسُهولة حُضوره ، وكان زَمانُ الإنسانِ المُسْلِمِ مُقَسَّمًا بالصَّلَوات المَفْروضة ، وأقسامُه مختلفةَ الحُظوظِ مِنْ نَشاطِهِ - وَجَبَ أن يكون ما بَعْدَ الفَجْر للقراءة ِ ، وما بَعْدَ الظُّهْرِ للكتابة ، وما بَعْدَ العَصْرِ للقراءة ، وما بَعْدَ المَغْربِ للكتابة ، وما بَعْدَ العِشاءِ للكتابة ثم للقراءة ، إلا أنْ تَشِذَّ حالٌ عن ذلك التقسيم الطبيعي ، ولما كان النومُ من سُبُل الاستيعاب ، وَجَبَ أنْ يَعْقُبَهما دونَ فاصل – وإلا قَلَّتْ لديه جَدوى عنائه .

ثم ينبغي له آخرا أن يأخذ القراءة والكتابة بشروطهما ، من مثل لزوم آدابهما { الهَيئة : القُعود والرّاحة ، والسُّكون : الهُدوء والصَّمت ، والإقبال : التَّأمُّل والتَّفكير } ، ورِعاية أُصولهما { المُكَوّنِات اللُّغويّة ( المقال ) ودَلالتِها ، والمُكَوِّنات غير اللُّغويّة ( المقام ) ودَلالتِها } ، وتَحَرّي أنواعهما { الإيجاز : الاخْتِصار والاقْتِصار ، والإطْناب : الاسْتيفاء والاسْتِقْصاء } ، واستعمال أَدَواتهما { البِناء : التَّقسيم والتَّرتيب ، والإيضاح : التَّعليق والتَّنبيه ، والإِلْحاح : التَّهْذيب والإِعادة } – وإلا استعصى عليه فِقْههما ؛ فاستحالت أبدًا المهارة بهما .

الأحد، 7 أكتوبر 2007

لماذا الثالثة


هذه هي ثالث مدونة أقوم بإطلاقها في فضاء النت بعد مدونتاى المنبر ، ثم البيارق

المنبر كانت أولاهما من حيث الإطلاق ، وتحددت مهامها في البداية في عرض محتويات مجلة المنبر التي كانت تصدر على جدران الكلية ( درا العلوم ) ، ثم أخذت أحشد فيها بعد ثلاثة من الأعداد كل ما أحضره من ندوات ، ولا يستفيد منه موقعي الذي أنشر فيه ( المصريون ) ، حتى وصلت إلى وضعها الأخير من نشر كل الأبحاث والمقالات التي تعنى بالكلية كطلبة ، أو كمجال دراسة .

أما البيارق فهي فضائي الأوسع الذي أنطلق منه بمشاعري وأفكاري جميعا ، وهي بذلك تعبر عن كل شعور أو فكرة نضجت بداخلي ، وحشدت لها الدعم والتأييد الكافيين لعرضها على العقول والأفهام .

أما هذه المدونة فهي مجرد رصد ، ولكن ليس للأحداث ، ولكن للقراءات ، فإن بين دفاتري مئات الأسطر الأثيرة عندي ، التي جمعتها من هنا وهناك ، وأحب أن أطلع غيري عليها ، وأستعين بها كمراجع في تدويناتي ، سواء أكانت أفكار ، أم تواريخ ، أم أبيات شعر .... إلخ .