الأربعاء، 23 يونيو 2010

المماليك التجارية .. يهود العصور الوسطى فى الغرب


ويمكننا أن نشبه أعضاء الجماعات اليهوديةفى العصور الوسطى (فى الغرب) بالمماليك، وهم جماعة وظيفية أخرى كانت تعمل بالقتال. فأعضاء الجماعة اليهودية كانوا ملكية خاصة للإمبراطور، وهم مثل المماليك مختلفون إثنيا ووظيفيا (ومختلفون كذلك دينيا فى حالة اليهود) عن بقية أفراد الشعب. وقد كانت وظيفتهم ، محاربين أو تجارا، تتطلب أن يظلوا غرباء عن المجتمع. فالتجارة كانت نشاطا كريها ولم تكن قط نشاطا أساسيا فى العصور الوسطى ، أما القتال فقد كان وظيفة غير محببة ويتطلب تملك ناصيتها قدرا من التفرغ. ومع هذا لم يكن اليهود مماليك مسلحين . وقد يكون من المناسب أن نسميهم "المماليك التجارية" .

وكان المماليك التجارية داخل الحضارة الغربية، مثلهم مثل المماليك، أداة استغلال ومحط كراهية الجماهير، وكانوا عزلا غير مسلحين، وقد كانت خطورة وضعهم داخل الحضارة الغربية كامنة فى النظر إليهم باعتبارهم جماعة تكتسب طابعا عاما مجردا، فكان الهجوم مثلا على اليهود يُنظر إليه وكأنه اقتحام أحد المصارف أو تحطيم لآلات المصنع على نحو ما كان يفعل العمال فى أوربا فى القرن التاسع عشر الميلادى. ويمكن النظر إلى عملية طردهم باعتبارها كانت تساوى عملية تأميم رأس المال الأجبنى، تماما مثلما يحدث الآن فى بلاد العالم الثالث عندما تظهر طبقة تجارية محلية تضطلع بأعمال التجارة والمال، أو حينما تقوم الدولة ذاتها بهذه الوظائف فتؤمم البنوك وتطرد العنصر الأجبنى.

عبد الوهاب المسيرى .. اليهود فى عقل هؤلاء