الجمعة، 21 مايو 2010

أشلاء تركستان


وبعد أن استعمر الروس بلاد تركستان ، شرعوا فى تنفيذ مخططهم السوفيتى لتفتيت وتمزيق شمل هذه الشعوب الإسلامية ، وقطع الصلات بين حاضرها وماضيها والقضاء على ديانتها ومدنيتها من أجل نشر الإلحاد والشيوعية بين أرجائها .


ففى خلال النصف الأول من القرن العشرين قام البلاشفة الشيوعيون عملا بالسياسة الاستعمارية "فرِّق تسد" بتفريق وتمزيق الشعوب التركستانية المسلمة إلى عدة قوميات مستقلة ، نسبة إلى المقاطعات على أساس لهجاتهم المختلفة التى تنتمى فى الأصل إلى لغة واحدة ، وأسموها جمهوريات ، فأقيمت فى القوقاز وهى بلاد الكرج وجورجيا وأذربيجان وداغستان وبلاد الشركس والأرمن وأيديل أورال والقرم جمهوريات ضمت إلى الاتحاد السوفيتى كما جزئت تركستان الغربية - بعد أن ضمت الصين تركستان الشرقية إلى حوزتها - إلى ست جمهوريات هى : أوزبكستان وتاجكستان وقازاقستان وقيرغيزستان وقراقلباقستان ، وأصبحت تحت نفوذ السوفيت ، وحُكموا حكما مباشرا .


وإمعانا فى خلخلة تجمعاتهم الإسلامية ، وقطع صلاتهم بين حاضرهم وماضيهم والقضاء على مدنيتهم ، قامت الحكومة السوفيتية بنفى الآلاف من الأتراك المسلمين إلى مجاهل سيبيريا ، واستقدمت ألوفا مؤلفة من الروس والسلاف والأوكران إلى هذه البلاد .


فنجد مثلا أن الروس أصبحوا يشكلون الآن 43% من سكان جمهورية قازاقستان ، وانخفض عدد المسلمين بها إلى 52% بعد أن كانوا يشكلون نحو 70% من سكانها ، كما أصبح العنصر الروسى يشكل 29% من سكان جمهورية قيرغيزستان ، وانخفضت نسبة المسلمين إلى أقل من 75% بعد أن كانت تشكل 92% من مجموع سكانها .


شيرين عبد المنعم : مسلمو تركستان والغزو السوفيتى