الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

صناع الحياة .. الأمريكية


فالحياة فى أمريكا مثلا إنما تقودها الصفوة التى فيها ، وليسوا الذين نراهم يصفقون فى المسابقات التليفزيونية ، ولا الذين يتسكعون وتدمرهم المخدرات.

بل هم نخبة من أساتذة الجامعات وأعضاء مراكز البحوث ، ومدراء الشركات الكبيرة ومدراء البنوك ، ووكلاء المخابرات الداخلية والخارجية ، والأعضاء الحاليين والسابقين فى الكونجرس ، وكبار القضاة والمحامين ، وعناصر المافيا ، ورؤساء النقابات ، ورجال البيت الأبيض ، وعشرة فى السيتى بنك ، وتسعة فى مقر أرامكو ، وثمانية فى دهاليز بنك النقد الدولى ، وسبعة من رؤساء تحرير الصحف ، وستة من رؤساء الجمعيات اليهودية والماسونية ، وبقية المائتى مليون يعيشون على هامش الحياة ، همهم البطون والجنس ، وتجدهم بين رفوف السوبر ماركت وأمام التليفزيون ، أو فى زاوية من مطاعم ماكدونالز.

إن خمسين ألفا فقط هم الذين يوجهون مسيرة أمريكا الحضارية ، سياسيا واقتصاديا وعلميا وعسكريا ونفسيا ، والبقية تتبع .


محمد أحمد الراشد : صناعة الحياة

الأحد، 4 أكتوبر 2009

عمالة 1967


أيمكن أن أكون محايدا وأنا أكتب عن هزيمة 1967 التى لم تترك قيادتنا ثغرة واحدة يمكن أن ينفذ منها النصر العربى إلا سدتها ، ولا غلطة يمكن أن يستفيد منها العدو لم ترتكبها ؟!

  • رفضوا البدء بالهجوم .
  • قرروا تلقى الضربة الأولى ونشروا ذلك علنا فى "الأهرام" لإخطار إسرائيل رسميا ..
  • تركوا طائراتنا فى العراء بعدما ألغو بند تغطية الطائرات فى ميزانية عام 1966 – 1967 .
  • أصدروا أمرا إلى قوات الدفاع الجوى بعدم إطلاق النار على أية طائرة لأن طائرة المشير فى الجو لحظة الهجوم الإسرائيلى .
  • غيروا الشفرة صباح يوم الهجوم لكى لا يتلقوا إخطار محطة الإنذار المبكر التى أقيمت فى الأردن لمهمة واحدة هى الإخطار عن تحرك الطيران الإسرائيلى ، فلما أبلغت المحطة عجزت مصر عن تلقى الإشارة لأن الشفرة تغيرت .. وبعدها بالصدفة قتل عبد المنعم رياض لكى لا يحكى عما شاهده فى الأردن ، وسمعه فى تلك اللحظات ..
محمد جلال كشك : ثورة يوليو الأمريكية

عربية الجغرافيا


وخط الاستواء يقسم الأرض بنصفين من الغرب إلى الشرق وهو طول الأرض وأكبر خط فى كرتها كما أن منطقة فلك البروج ودائرة معدل النهار أكبر خط فى الفلك .

ومنطقة البروج منقسمة بثلثمائة وستين درجة والدرجة من مسافة الأرض خمسة وعشرون فرسخا والفرسخ اثنا عشر ألف ذراع فى ثلاثة أميال أربعة آلاف ذراع والذراع أربعة وعشرون إصبعا والإصبع ست حبات شعير مصفوفة ملصق بعضها إلى بعض ظهرا لبطن .

وبين دائرة معدل النهار التى تقسم الفلك بنصفين وتسامت خط الاستواء من الأرض وبين كل واحد من القطبين تسعون درجة لكن العمارة فى الجهة الشمالية من خط الاستواء أربع وستون درجة والباقى منها خلاء لا عمارة فيه ، لشدة البرد والجمود كما كانت الجهة الجنوبية خلاء لشدة الحر كما نبين ذلك كله إن شاء الله تعالى .

ابن خلدون : المقدمة

دعينى .. أحبك


دعيني أقاوم شوقي إليك
وأهرب منك ولو في الخيال
لأني أحبك وهما طويــلا
وحلم بعيني بعيد المنال
دعيني أراك هداية عمــري
وإن كنت في العمر بعض الضلال
دعينـــي أقـاوم شوقـي إليــك
فإني سئمت قصور الرمال
نحب كثيرا ونبني قصورا
وتغدو مع البعد بعض الظلال
دعيني أراك كما شئت يوما
وإن كنت طيفا سريع الزوال
فما زلت كالحلم يبدو قريبا
وتطويه منا دروب المحال

شعر : فاروق جويدة

السبت، 3 أكتوبر 2009

الحقبة الناصرية باترة التاريخ


كما كان ذلك التجهيل والتشويه ضروريا حتى يمكن سلب رجالات التاريخ المصرى أفضالهم ، وحتى يجلس "أحمد فؤاد" فى مقعد "طلعت حرب" ويعتبر ذلك إنجازا ثوريا ومكسبا شعبيا !! وحتى يعتبر الجيل المبتور التاريخ أن بناء سد على النيل بقرض اجنبى وخبرة أجنبية وتنفيذ أجنبى ودون مساهمة مصرية تذكر من الناحية التكنولوجية ، يعتبر عملا خالدا بطوليا عجائبيا يكفى لمحو كل ما حدث من أخطاء وخطايا .. ! لأنهم لا يعرفون أن "محمد على" مثلا بنى "القناطر الخيرية" التى كانت فى ظروفها وظروف مصر منذ ما يقرب من مائتى سنة عملا خارقا "لم يتأت للملوك الكبار" وكانت نتائجها ولا تزال على جغرافية مصر واقتصاد مصر وإنسان مصر ما لا سبيل إلى مقارنته بأى أحلام معلقة على السد العالى .

بناها محمد على قبل أن يوجد فى مصر مهندس مصرى واحد ! وبناها بدون أن يقترض مليما من الخارج يرهق ميزانية عدة أجيال لا يعلم إلا الله عددها . ولم يهتف مرة واحدة "حنبنى القناطر" ، ولا سجل التاريخ له خطبة واحدة حول بناء القناطر أو المؤامرة الدولية ضد بنائها .. كما لا يعرف هذا الجيل أنه فى ظل الاستعمار البريطانى أمكن أن تقيم مصر خزان أسوان – 1903- ونتائجه المحققة حتى الآن تفوق التوقعات المحتملة للسد العالى .


محمد جلال كشك : ثورة يوليو الأمريكية

الجمعة، 2 أكتوبر 2009

القرشية اليوم


ويوم بدر خرج الثلاثة الكفار من قريش يطلبون المبارزة ، فأخرج لهم النبى (صلى لله عليه وسلم) ثلاثة من الأنصار ، فقالوا : والله لا نطعن فى أحسابهم ولا أنسابهم ، ولكن أخرج لنا أكفاءنا من قريش . فأخرج لهم عليا وحمزة وأبا سفيان بن الحارث ، فقتلوهم .

وكذلك الناس دوما تحب المكافأة حتى إذا هم يُقتلون ، والقرشية اليوم تتمثل فى الصروح العلمية ، والمجامع الأدبية ، والمعارض الفنية ، والمتاحف الأثرية ، والمؤسسات الصحفية والمعاهد السياسية والدور الوثائقية ، والشركات الصناعة ، والقاعات المصرفية ، وعلى دعاة الإسلام اليوم أن ينطلقوا منها للمبارزة .

دعوة التبليغ أجادت غرس الثقة فى داعتها ، وبخطبة واحدة يتعلمونها يجوبون الآفاق ويواجهون المجتمع ، وآخرون يأمرون إخوانهم بضم الرأس ويقولون لفتى الصحوة : أنت فى خندق احترس وأتقن الاختباء .

كلا ، بل نحن فى عرصة واسعة وليس الخندق الضيق ، ومعنا كل الخطب المتنوعة الفصيحة ، ومعنا ثوابت الإسلام وحماسات الظلال وتفريعات القرضاوى وعقلانيات المودودى وتسبيحات النورسى ، والذين ظلموا الدعوة دهرا فى يأس اليوم .



محمد أحمد الراشد : صناعة الحياة