الاثنين، 13 أبريل 2009

ناصر والسادات .. رؤية أفغانية


كانت فكرتهم عن عبد الناصر أنه زعيم إسلامى وبطل هزم الإنجليز والفرنسيين فى "بورسعيد" ، وتصدى لحرب اليهود ، ولم نجد صعوبة فى تصحيح تلك الصورة لأنهم كانوا يعرفون علاقته الوثيقة بروسيا ، فكان يكفى أن نقول لهم أنه كان (كمونست .. روس أندوال) أى صديق الروس حتى يقتنعون أنه (خوب نيس) أى ليس جيدا ، وقد ذكر الشيخ سياف أن القبائل الأفغانية قد استفزتها هزيمة 67 فثارت وحاصرت "كابل" ودخلتها وطالبت الحكومة بإرسال الجيش والمتطوعين لحرب اليهود ، وأحاطوا بالسفارة المصرية ودوت هتافاتهم وطلقاتهم يريدون أن تمنحهم السفارة تأشيرة ليحاربوا اليهود فما خرج لهم سوى فرّاش السفارة ,اخبرهم أن مصر ليست فى حاجة إلى خدماتهم ، وكان الشيخ " سياف " شاهد عيان على هذا الموقف .

أما " السادات " فكنا نجد صعوبة بالغة فى نقل صورته الحقيقية للمجاهدين وذلك لعدة أسباب أولا : لأنه طرد الروس من " مصر " وهو عمل عند الأفغان عظيم ، ثانيا : لأنه ثأر لهزيمة 67 وانتصرعلى اليهود فى حرب رمضان – أكتوبر 73 ، ثالثا : لأنه أمد المجاهدين بكميات هائلة من السلاح والذخائر وأيدهم على المستوى الدولى ، رابعا : لأنهم يظنونه حنفى المذهب ، ويحسبون ذلك هو سر مساعدته لهم ، ولا أنسى أحد القادة وقد غضب لأننى أنتقص من الشهيد " السادات " ( على حد قوله ) الحنفى المذهب الذى لولاه لكنا ما نزال نقاتل بالحجارة والخناجر .


والحقيقة أن " السادات " قدم للمجاهدين مساعدات عسكرية قيمة وفى أحرج الأوقات ، ولم ير المجاهدون الهاون ولا الآر بى جى ولا الجرينوف ولا الرشاش الخفيف ولا صواريخ الصقر إلا عندما قدمها لهم " السادات " ، ولكنهم لا يستطيعون فهم دوافع هذه المساعدات ، فقد كان السادات فى عزلة عربية وإسلامية قاتلة بسبب معاهدة الاستسلام مع اليهود فقد طردت مصر من الجامعة العربية ومن منظمة المؤتمر الإسلامى وقطعت معظم الدول علاقتها الدبلوماسية معها وكان " السادات " يريد كسر هذه العزلة بأى طريقة ، كما أن السادات كان يعادى الشيوعية والاتحاد السوفيتى ليس لوجه الله بل حبا وافتتانا بأمريكا والغرب ، وأدت سياسة الانفتاح والاتجاه غربا إلى عداء اليساريين المصريين والناصريين والقوميين وتآمر تلك القوى وتألبها عليه ، وقد شجعت روسيا والدول الاشتراكية الدعاية الموجهة ضد " السادات " وقطعت معه العلاقات فوجد نفسه فى عداء داخلى وخارجى مع القوى الاشتراكية فكان طبيعيا أن يندد بالغزو والاستعمار الروسى للشعوب الضعيفة ، وبالطبع لم يرسل " السادات " رصاصة واحدة للمجاهدين قبل أن يأخذ الضوء الأخضر من " أمريكا " بل ربما هى التى أمرته بتلك المساعدة ، لأن الأمريكان أدانوا الغزو الروسى بشدة خوفا على مصالحهم فى المنطقة وتمنوا أن يتلقى الروس درسا فى " أفغانستان " كما تلقوه هم فى " فيتنام " ولكن عبثا كنا نحاول غفهامهم هذه الأمور ، وكانت أقوى حجة أن " السادات " لا يحكم بالإسلام ويعطل الشريعة ويصادق اليهود والأمريكان ، ولم نكن نجرؤ على إخبارهم أن الجماعات الإسلامية هى التى قتلت " السادات " ، والحقيقة أن مصر اعتبرت الأمر فيما بعد مجرد تجارة رائجة مربحة فكانت تبيع السلاح والذخائر للمجاهدين بعد أن كانت مجانا ، بل أصبحت تبيع السلاح والذخائر للحكومة الشيوعية أيضا ولطالما غنمنا سلاحا وذخائر مصرية من مواقع الشيوعيين وكانت تلك الذخائر عليها اسم مصنع شبرا الخيمة والهيئة العربية للتصنيع ، ولم يكن شعورا مريحا أن أُقتل فى هذا المكان البعيد برصاص صنع بالقرب من منزلى .


د . أيمن فرج صبرى : ذكريات عربى أفغانى

هناك تعليقان (2):

أحمد عبد الحميد يقول...

النقطة الأخيرة
محتاج الوقوف عندها
الحكومة الشيوعية
المدعومة رأساً
من أكبر دولة مصنعة للسلاح ( الاتحاد السوفيتي سابقاً) تستود سلاح من شبرا الخيمة
يا رجل قول كلام غير ده

البراء يقول...

معلومات جديدة اوي ... جزاك الله خير يا احمد انك عرفتني على المدونة الجميلة دي .. بجد ممتازة ...
والله ينور ..
ومستنيين المزييييد

^_^