الاثنين، 15 ديسمبر 2008

حب فى زمن الخلفاء .. خلفاء فى زمن الحب


والمقصود أن الشفاعة للعشاق فيما يجوز من الوصال والتلاق سنة ماضية وسعي مشكور، وقد جاء عن غير واحد من الخلفاء الراشدين ومن بعدهم أنهم شفعوا هذه الشفاعة ؛ فقال الخرائطي حدثنا علي بن الأعرابي حدثنا أبو غسان النهدي قال مر أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خلافته بطريق من طرق المدينة فإذا جارية تطحن برحاها وهي تقول :

وهويته من قبل قطع تمائمي * متمايسا مثل القضيب الناعم
وكأن نور البدر سنة وجهه * ينمي ويصعد في ذؤابة هاشم

فدق عليها الباب فخرجت إليه ، فقال : ويلك أحرة أنت أم مملوكة ؟ فقالت بل مملوكة يا خليفة رسول الله ، قال فمن هويت ؟ ، فبكت ثم قالت : بحق الله إلا انصرفت عني ، قال : لا أريم أو تعلميني ، فقالت :
وأنا التي لعب الغرام بقلبها * فبكت لحب محمد بن القاسم

فصار إلى المسجد وبعث إلى مولاها فاشتراها منه وبعث بها إلى محمد بن القاسم بن جعفر بن أبي طالب وقال هؤلاء فتن الرجال وكم قد مات بهن من كريم وعطب عليهن من سليم .

ويذكر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه جاءته جارية تستعدي على رجل من الأنصار فقال لها عثمان ما قصتك فقالت : يا أمير المؤمنين كلفت بابن أخيه فما أنفك أراعيه ، فقال له عثمان إما أن تهبها لابن أخيك أو أعطيك ثمنها من مالي ، فقال : أشهدك يا أمير المؤمنين أنها له .

وأتي علي بن أبي طالب بغلام من العرب وُجد في دار قوم بالليل فقال له ما قصتك ، فقال : لست بسارق ، ولكني أصدقك

تعلقت في دار الرباحي خودة * يذل لها من حسنها الشمس والبدر
لها في بنات الروم حسن ومنصب * إذا افتخرت بالحسن صدقها الفخر
فلما طرقت الدار من حر مهجة * أتيت وفيها من توقدها جمر
تبادر أهل الدار لي ثم صيحوا * هو اللص محتوما له القتل والأسر

فلما سمع علي شعره رق له وقال للمهلب بن رباح اسمح له بها ونعوضك منها فقال يا أمير المؤمنين سله من هو لنعرف نسبه فقال النهاس بن عيينة العجلي فقال خذها فهي لك .

ابن القيم الجوزية : روضة المحبين ونزهة المشتاقين

ليست هناك تعليقات: