والانشغال بالتاريخ يعنى ألا ينظر الإنسان إلى واقعه بشكل مباشر ، وألا يستجيب له بجهازه العصبى أو بصفحة عقله البيضاء ، وألا يرى اللحظة الراهنة بحُسبانها البداية والنهاية ، إنما بحُسبانها نقطة يلتقى فيها الماضى بالمستقبل ، وألا يتصور أنه عالم بسيط يمكن اختزاله فى قانون أو قانونين ، وإنما يراه من خلال عدسات وبؤر وذكريات وتقاليد ورموز .
أى أن الإنسان يواجه العالم من خلال إنسانيته وخريطته الإدراكية المركبة ، لا من خلال ماديته ، وأنه كفرد ليس هو البداية والنهاية ، وإنما هو امتداد للماضى فى الحاضر ، ومن ثم فى المستقبل .
عبد الوهاب المسيرى : رحلتى الفكرية ( الجزء الأول )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق