بين يدى القرن المقبل أطلب من المسلمين أن يطرحوا الأسمال العقلية والاجتماعية التى أزرت بهم وحطت مكانتهم ، وأن ينصفوا الإسلام من أنفسهم حتى يستطيع هذا الدين الانطلاق فى الأرض ، وإسعاد البشرية ، وتحقيق الرحمة العامة للعالمين ..
أما استقبال القرن الخامس عشر بحكم فردى يخنق الحرية ويستبيح الحرمات .
أو استقباله بقوانين تملك المال ولا تملك العدالة والرحمة .
أو استقباله ببطالة عقلية تهمل العمل والفكر وتحقر نتائجها ، وتؤخر العباقرة وتقدم التافهين ..
أو استقباله بعوائل همها فى الحياة المتعة لا التربية ، والفوضى الاجتماعية لا الأخلاق الدقيقة والتقاليد الزكية .
أو استقباله بقصور علمى فى المادة وما وراء المادة .. أى فى شئون الدين والدنيا جميعا .
أو استقباله بذاكرة مفقودة .. لا تستفيد من التجربة ولا تنتفع من التاريخ .
أو استقباله بدعاة يتساءلون عن الصلاة مع دم البعوض فى قمصانهم .. ولا يتساءلون عن أمة أرخص دمها ، حتى أصبح سفكه لا يثير جزعا ولا فزعا ..
إن استقبالنا للقرن الخامس عشر على هذا النحو هو خزى الأبد .. فإما عشنا مسلمين حقا ..
وإما ممات لا قيامة بعده ** ممات لعمرى لم يقس بممات !
محمد الغزالى : خاتمة كتابه " هموم داعية "
هناك تعليقان (2):
وبعد مرور ثلاثة عقود على هذه الكلمات
أترانا تحركنا عما قال قيد أنملة ..
تحياتى لك على كل ما تختاره لنشره على هذه المدونة الرائعة
اما عن التحرك فقد يكون بسيط قليل غير ملحوظ فى ظل فساد منتشر و لكن هناك أمل فى غدأفضل ,متى هذا الغد؟الله أعلم و لكن كل الظروف المحيطة تدل على انه كان هناك تحرك وتنبأ ايضا على ان التحرك مستمر .
إرسال تعليق