أنت يا من جئت من قبر سنينى
لا تقولى حان وقت الحب حان
حان وقت الشعر فانهض بحنان
هذه عيناى فارسمها أغانْ
هذه خِصلات شعرى تتهادى
جنان ... وجنى الجنتين دان
فاقطف الخد ورودا وعقودا
وقوافى سحرُها لاح وبان
وانس أشجانك من شهد رُضابى
فلمن ذاق رُضابى جنتان
وادفن الأسرار فى صدرى ليلا
إن صدرى فى الدجى تلّ افتنان
***
أنت لا تريدين شيئا صدقينى
أنا ما عدت كما كنتُ زمان
أنا ما عدت أليفا شاعريا
أنسج الأشعار شالا من حنان
كل شىء ضاع منى .. كلماتى
ولحونى .. وأمانىَّ الحسان
أين أوراقى وأقلامى تراها !
أين راعى الشعر يرخى لى العنان
أقفر القلب فهيهات أغنى
ودموعى فوق خدى كالجمان
هربت كل المعانى والقوافى
وبنانى لم يعد ذاك البنان
***
أى شعر تبتغين الآن منى !
قد قتلت الشعر بالغدر وهان
لم تعد عيناك بعد الغدر نبعا
يلهم الأشعار من سحر البيان
لم أعد أعشق فى خديك بيتى
مثلما العصفور يهوى الأقحوان
صدقيتى .. كل حب ليس ينسى
سوف ينسى إن أتى يوما وخان
إنه الإخلاص إكسير عجيب
يحفظ الأحباب من غدر الزمان
يجعل الدنيا كلحن شاعرى
مشرقىّ سال من ثغر كمان
صدقينى .. أنت قد أسكت شعرى
فارحلى عنى .. فقد فات الأوان
* *
شعر : عبد الرحمن يوسف من ديوان نزف الحروف
هناك تعليق واحد:
كم هى حزينة تلك الكلمات
و معبرة خاصة فى المقطع الثانى "ان صح التعبير بالمقطع"
و كم هى قاسية فى تلك الابيات
قد قتلت الشعر بالغدر وهان
لم تعد عيناك بعد الغدر نبعا
يلهم الأشعار من سحر البيان
لم أعد أعشق فى خديك بيتى
مثلما العصفور يهوى الأقحوان
و تتجمع قسوة الكلمات و حدتها فى "خان"
و تجمع الحزن فى النهاية ليس على حاله و لكن على ندرة وجود الاكسير
انه الإخلاص إكسير عجيب
يحفظ الأحباب من غدر الزمان
يجعل الدنيا كلحن شاعرى
مشرقىّ سال من ثغر كمان
إرسال تعليق